الجوف تفتح أبوابها لتجربة ريفية متكاملة تُعيد رسم ملامح السياحة الزراعية

سكاكا.. الجوف 20 يوليو

في مشهد مختلف يعكس مزيج الطبيعة والابتكار، تشهد منطقة الجوف شمال المملكة تحولًا لافتًا في مفهوم السياحة الريفية، حيث أصبحت المزارع وجهات مفضلة خلال أمسيات الصيف، لاسيما في ظل اعتدال درجات الحرارة مساءً التي تسجل نحو 27 درجة مئوية، بالتزامن مع عطلة نهاية العام الدراسي.

وفي قلب هذه التجربة، تبرز مزرعة المواطن يوسف الحيزان غرب مدينة سكاكا كنموذج رائد لإعادة توظيف الأرض الزراعية في تقديم منتج سياحي جديد. فمن شغف شخصي بالزراعة والارتباط العاطفي بالمكان، صاغ الحيزان مشروعًا يدمج بين الترفيه والهوية المحلية، محولًا مزرعته إلى منتجع عائلي صيفي مفتوح، يوفر بيئة مميزة للاستجمام وسط الأشجار، مع جلسات ريفية وأركان للأنشطة الشبابية مثل ركوب الخيل والدراجات النارية.

ولا تتوقف التجربة عند الترفيه فحسب، بل تمتد إلى استحضار التراث الزراعي من خلال تقديم الضيافة السعودية التقليدية، حيث القهوة والتمر في جلسات شعبية، إضافة إلى بيت الشعر ومناطق استراحة مصممة بروح الطابع المحلي لمنطقة الجوف، ما يمنح الزائرين تجربة حسية وثقافية متكاملة.

المزرعة التي تمتد على أكثر من 70 ألف متر مربع، تم تصميمها بعناية لتلبي مختلف الأعمار والاهتمامات؛ إذ تضم مناطق لتعلم ركوب الخيل للكبار والصغار، ومساحات أنشطة حركية وشبابية، إلى جانب مرافق خدمية متكاملة تضمن راحة الزائر ورضاه.

وتأتي هذه المبادرة المجتمعية كجزء من الحراك المحلي نحو تطوير السياحة الزراعية في الجوف، ما يفتح الباب أمام نماذج مشابهة تعزز مشاركة المجتمع في التنمية السياحية، وتدعم استغلال الموارد الطبيعية في تعزيز جودة الحياة.

وخلال شهر يوليو، تتحول المزارع والمنتجعات والحدائق في الجوف إلى ملاذات لعشاق الأجواء المعتدلة، لتغدو المنطقة إحدى الوجهات المفضلة للاستجمام العائلي في أحضان الطبيعة.