Arab Tourism, Conference & Exibihition

دار الفنون الإسلامية.. متحف يُجسّد عبقرية الحضارة في قلب جدة

جدة 9 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل 

 

في قلب “جدة بارك”، ينبض متحف “دار الفنون الإسلامية” كمنارة ثقافية وفنية تُعيد للذاكرة أمجاد حضارة امتدت قروناً، فهو ليس مجرد متحف، بل تجربة زمنية تأخذ الزائر في رحلة عبر تاريخ الفن الإسلامي الذي وُلد من رحم الإبداع وتجلّى في أدق تفاصيل الحياة.

 

ويُعد هذا الصرح الثقافي الفريد الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية المتخصص في الفنون الإسلامية، محتضنًا أكثر من ألف قطعة أثرية نادرة تُجسّد عصورًا مختلفة من الحضارة الإسلامية، وتُعبّر عن ثراء الإرث التاريخي والديني والاجتماعي الذي تركه المسلمون في كل بقعة بلغوها.

ستة أجنحة.. ست حكايات من الإبداع الإسلامي

ينقسم المتحف إلى ستة أجنحة رئيسية، صُممت بعناية لتمنح الزائر تجربة غامرة في أعماق الفن الإسلامي وتنوعه الحضاري:

 

🔸 الجناح الأول يروي قصة تطوّر صناعة الخزف والزجاج منذ القرن الأول وحتى القرن العاشر الهجري، من خلال عرض نماذج متقنة من الفخار، وهي حرفة قديمة طوّرها المسلمون بأساليب فنية متقنة.

 

🔸 الجناح الثاني يحتفي بعبقرية المسلمين في تشكيل المعادن، حيث يعرض نماذج نادرة من المشغولات والأواني المعدنية التي أُبدعت بين القرن الأول والثالث عشر للهجرة، وتتميز بزخارفها البديعة ووظائفها اليومية.

 

🔸 الجناح الثالث يفتح نافذة على تاريخ النقد الإسلامي، من خلال عرض 500 قطعة نقدية صُكّت من الذهب والفضة والنحاس، وتداولتها الشعوب الإسلامية من العصر النبوي إلى العصر الحديث، منها قطع نُقشت عليها كلمة “نجد” في عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – كجزء من إصلاح النظام النقدي آنذاك.

 

🔸 الجناح الرابع يُسلط الضوء على التفاعل الثقافي بين المسلمين والحضارات الأخرى، مُظهرًا كيف انتقلت روائع الفنون الإسلامية إلى أوروبا عبر الهدايا والمراسلات بين الحكام، ما شكّل نافذة للتبادل الحضاري وأثبت براعة المسلمين في الفن والحرف اليدوية.

 

🔸 الجناح الخامس يحمل في طياته نفحات روحانية من خلال عرض مخطوطات قرآنية نادرة تعود للقرنين الثاني حتى الرابع عشر الهجري، إلى جانب لوحات مزخرفة بالخط العربي، وألواح خشبية استخدمت لتحفيظ القرآن، ما يعكس تقديس العلم والقرآن لدى المسلمين.

 

🔸 الجناح السادس يُخصّص للمنسوجات الإسلامية المرتبطة بالحرمين الشريفين، ويعرض نماذج من كسوة الكعبة من الداخل والخارج، وستارة الباب الشامي في المدينة المنورة التي صُنعت في العصر العثماني خلال القرن الثالث عشر الهجري، في تجسيد مهيب لجماليات الفن الإسلامي.

مكتبة ختامية… حيث تنتهي الجولة وتبدأ المعرفة

وتختتم الجولة داخل المتحف في مكتبته الثرية، التي تضم مجموعة من الكتب والمراجع القيّمة باللغتين العربية والإنجليزية، توثّق الإرث الثقافي والعلمي والفني الذي ساهم فيه المسلمون في مجالات متعددة، من الأدب والعلوم إلى العمارة والزخرفة، لتبقى شاهدة على عظمة حضارة أثرت الإنسانية عبر العصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *