Blog
بحيرة الحب في دبي… قلب نابض بالجمال وسط كثبان الصحراء
دبي/ كتبت: سارة هليل
في عمق صحراء دبي، حيث تلتقي الرمال الذهبية بزرقة السماء، تتلألأ “بحيرة الحب” كتحفة طبيعية وصناعية نادرة، تعكس رؤية الإمارة في تحويل الصحراء إلى ملاذ نابض بالحياة والرومانسية. تمتد البحيرة على مساحة 550 ألف متر مربع، متخذة شكل قلبين متداخلين في مشهد ساحر، ما يجعلها من أبرز الوجهات السياحية والطبيعية لمحبي الهدوء والتأمل والمغامرة.
وجهة بيئية سياحية بامتياز
تندرج بحيرة الحب ضمن بحيرات القدرة الصناعية، وتُعد امتداداً فريداً لمحميات “المرموم” و”اللسيلي”، وتقع في منطقة سيح السلام بالقرب من منتجع “باب الشمس”، لتشكّل نقطة التقاء مثالية بين السياحة البيئية والترفيه العائلي.
ويأتي تصميم البحيرة ليجسّد مفهوم “الحب والطبيعة” في آن واحد، حيث يحيط بها مزيج فريد من الأشجار البرية والنباتات المحلية، يصل عددها إلى أكثر من 800 ألف شجيرة، و16 ألف شجرة من الزيتون والسدر والسمر والغاف، تتوزع بعناية فائقة لتمتزج بتناغم طبيعي رائع.
أيقونة الحب والاستدامة
لا تقتصر رمزية البحيرة على شكلها فحسب، بل تكتمل الصورة بجماليات متناثرة في كل زاوية، من الزهور المزروعة على هيئة قلب، إلى الأحرف النباتية التي تشكل كلمة “Love” بين الأشجار، لترسم سيمفونية بصرية تختزل رسالة المكان. وتُعد البحيرة واحدة من أكبر المساحات المزروعة بالزهور النادرة على شكل قلب في الشرق الأوسط، ما يمنحها حضوراً استثنائياً في خارطة الوجهات الرومانسية العالمية.
الطبيعة تنطق بالجمال
البحيرة ليست فقط لوحة فنية، بل موطن لحياة برية متنوعة، إذ تعيش فيها أكثر من 150 نوعاً من الكائنات، من الثعالب الصحراوية والغزلان إلى الحبارى والصقور والبجع، مروراً بأنواع نادرة من الزواحف والطيور المهاجرة والمهددة بالانقراض. وتُعد وجهة استثنائية لعشاق مراقبة الطيور والمصورين المحترفين، الذين يجدون فيها خلفية مثالية لمشاركاتهم العالمية.
أنشطة متنوعة وتجربة شاملة
توفر البحيرة لزوارها تجربة متكاملة، من جلسات الاستراحة الأربع، و20 نقطة جلوس مظللة، إلى مواقف تتسع لـ300 مركبة، إلى جانب مرافق ترفيهية مصممة لتلائم العائلات والأفراد على مدار العام. كما تضم شبكة ممرات متكاملة، تشمل مضمار جري بطول 2200 متر، وممشى مطاطي بطول 2300 متر، وممشى رملي بطول 2400 متر، إلى جانب مضمار للدراجات.
ولا يكتمل المشهد دون أسماك الزينة التي تسبح في مياه البحيرة الصافية، بما في ذلك 300 سمكة من نوع “كوي”، تُشاهد بالعين المجردة وتُضفي على المياه حركة نابضة بالحياة.
ملاذ للرومانسية والهدوء
تُعد “بحيرة الحب” إحدى أكثر الوجهات جذباً للمتزوجين الجدد والمقبلين على الزواج، حيث باتت موقعاً مفضلاً لتنظيم حفلات الزفاف والتقاط الصور التذكارية وسط مناظر لا مثيل لها. كما تمثل البحيرة محطة مثالية للتخييم ومراقبة غروب الشمس في قلب الصحراء، حيث تبعث أجواؤها السكينة، وتغمر الزائرين بمشاعر البهجة والطمأنينة.
عناق الطبيعة والثقافة
ليست بحيرة الحب مجرد مزار طبيعي، بل نموذج ملهم لكيفية توظيف الجمال البيئي في تعزيز السياحة المستدامة، وتعميق ارتباط الإنسان بموروثه الطبيعي. إنها رسالة حب تبعث بها دبي للعالم، بأن الصحراء ليست صمتاً، بل نغمة هادئة تُغني قصصاً لا تُنسى عن الجمال، والانسجام، والانتماء.