Blog
13 ألف زائر في “بيت الحكمة”.. معرض “أدب الرحلات” يُعيد إحياء تراث الخرائط والمعرفة الإسلامية
أبو ظبي.. الإمارات 11 يوليو
في تجربة معرفية غنية امتدت على مدار أربعة أشهر، استقطب معرض “أدب الرحلات” في “بيت الحكمة” بالشارقة نحو 13 ألف زائر من مختلف الأعمار، مستعرضًا صفحات مضيئة من التاريخ الإسلامي، حيث شكّلت إسهامات الرحالة والجغرافيين ورسامِي الخرائط ملامح العالم القديم وأسّست لعلم الجغرافيا بمرجعيته العربية الأصيلة.
المعرض، الذي يُعد أحد أبرز فعاليات سلسلة “فصول من الفن الإسلامي”، افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضمن مبادرة ثقافية فريدة تضم مجموعة نادرة من الكتب تجاوزت 12 ألف مؤلف، تمثل مقتنيات البروفيسور ريتشارد إيتنغهاوزن، وأهداها سموه لبيت الحكمة في إطار مشروع ثقافي مستدام لإثراء المكتبة الإسلامية العالمية.
رحّالة صنعوا ملامح الجغرافيا العربية
عبر سرد بصري وتاريخي مميز، استعرض المعرض مساهمات أعلام الجغرافيا والرحلات في الحضارة الإسلامية على مدار 13 قرنًا، أمثال: ابن خُرْدَاذْبَه، الإصطخري، ابن حوقل، ياقوت الحموي، ابن جبير، ابن بطوطة، وابن ماجد، مسلطًا الضوء على إسهاماتهم في التوثيق ورسم الخرائط وفتح آفاق المعرفة الجغرافية المبنية على الملاحظة والتجربة.
معرض يتجاوز العرض البصري.. نحو إحياء الذاكرة الفكرية
لم يكن “أدب الرحلات” مجرد استعراض لمخطوطات أو خرائط قديمة، بل منصة ثقافية لإعادة ربط الأجيال بتراثهم المعرفي، وتعزيز إدراكهم لجذور الحضارة الإسلامية التي ساهمت في صياغة الفكر الإنساني. وقد شكّل هذا المعرض نافذة حضارية تسلط الضوء على عمق التأثير العربي في تشكيل علوم الجغرافيا والمسالك في العصور الذهبية.
أنشطة تفاعلية للأطفال.. اكتشاف وتخيل وتعلم
وانطلاقًا من روح الاكتشاف التي يجسدها “أدب الرحلات”، نظّم “بيت الحكمة” برنامجًا تفاعليًا للأطفال والناشئة، تضمّن ورش عمل تعليمية وفنية مستوحاة من موضوع المعرض، بهدف غرس مفاهيم الاستكشاف والتوثيق والخيال العلمي والجغرافي، وتقديم صورة معرفية مُبسطة تُحفّز الأجيال على مواصلة شغف الاكتشاف وفهم العالم من منظور إنساني.
الشارقة تؤكد حضورها الثقافي العالمي
يعكس النجاح الكبير الذي حققه معرض “أدب الرحلات” اتساع الحراك الثقافي في الشارقة، وقدرتها على تحويل المشاريع المعرفية إلى جسور للتواصل الحضاري والتاريخي، مؤكدة دور الإمارة كمركز فكري عالمي يعيد سرد التاريخ برؤية عربية ترتكز على العلم والإنسان.