Arab Tourism, Conference & Exibihition, Hotels & Restaurent

الخطوط الجوية الباكستانية الدولية: أسطورة طيران تعود إلى الواجهة رغم العثرات

دبي 11 يوليو.. في سماء الطيران العالمية، قلّة من الشركات حملت راية الريادة كما فعلت الخطوط الجوية الباكستانية الدولية (PIA). فمنذ ولادتها الرسمية عام 1954، فوق أنقاض شركة أورينت إيرويز التي تأسست عام 1946، انطلقت PIA لتُعيد تعريف معنى الطيران في جنوب آسيا، وتضع بصمتها في سجل الإنجازات الجوية العالمية.

 

الريادة من الجو إلى التاريخ

بسرعة لافتة، رسمت PIA مسارها كناقلة سبّاقة، وكانت أول من أدخل الطائرات النفاثة في المنطقة الآسيوية مع إطلاق طائرة بوينج 707 عام 1960، واضعة حداً لعصر الطيران التقليدي. ولم تمضِ سوى سنتين حتى دوّت إنجازاتها عالميًا؛ إذ حلّقت طائرة بوينج 720 من لندن إلى كراتشي بسرعة غير مسبوقة، لتسجل رقمًا قياسيًا في الطيران التجاري لم يُكسر حتى اللحظة: 6 ساعات و43 دقيقة و51 ثانية دون توقف.

 

من لندن إلى بكين… ومن هونغ كونغ إلى هيثرو

عندما بدأت أولى رحلاتها الدولية إلى لندن في عام 1955، كانت تلك مجرد بداية لحكاية توسع طموحة. ففي عام 1964، أبهرت العالم مرة أخرى، عندما أصبحت أول ناقل جوي غير شيوعي يسير رحلات إلى الصين، متجاوزة حواجز السياسة والجغرافيا. ثم بلغت ذروة التحدي عام 2005 بتشغيل أطول رحلة تجارية مباشرة في العالم آنذاك، من هونغ كونغ إلى لندن، باستخدام طائرة بوينج 777-200LR، التي كانت PIA أول زبون عالمي لها قبل عام واحد فقط.

 

مآثر غير مرئية

لم تكن إنجازات الشركة حكرًا على الجو، بل امتدت إلى الأرض؛ حيث دعمت انطلاق طيران الإمارات في ثمانينيات القرن الماضي، وشاركت بخبراتها وكوادرها في تأسيس أحد أنجح نماذج النقل الجوي في العالم. أما ثقافيًا، فقد لعبت دور سفير باكستاني متنقّل، من خلال وجباتها الأصيلة، وخدماتها الضيافية، وتصميم مقصوراتها.

 

مقاعد الترفيه قبل أن تصبح قاعدة

قبل أن يتحوّل الترفيه على متن الطائرات إلى معيار عالمي، كانت PIA من أولى شركات الطيران التي قدمت هذه الخدمة في جنوب آسيا، مجسدة مفهوم “الرحلة الممتعة” في وقت كانت فيه الراحة مجرد حلم مسافر.

 

بين الإنجاز والانهيار

لكن مجد السماء لم يُترجم دائمًا إلى نجاح مستدام على الأرض. فمع بداية الألفية، بدأت الشركة تواجه عثرات صعبة، تداخلت فيها مشكلات إدارية، وتراجع الكفاءة التشغيلية، ومخاوف تتعلق بالسلامة. وبلغت الأزمة ذروتها عام 2020 حين أُدرجت ضمن قائمة الحظر الأوروبي والبريطاني والأمريكي، على خلفية فضيحة تراخيص الطيارين، ما أصاب نشاطها الدولي بالشلل.

 

واقع اليوم وأفق الغد

حاليًا، تُدير الشركة أسطولًا من 32 طائرة متنوعة تشمل طرازات إيرباص A320 وبوينج 777، وتخدم مدنًا إقليمية وعالمية مثل إسطنبول، كوالالمبور، تورنتو، ودبي، عبر مراكزها في كراتشي، إسلام آباد، ولاهور.

 

وفي ظل الضغوط الاقتصادية، تسعى الحكومة الباكستانية لتغيير المعادلة، عبر إعادة هيكلة الشركة من خلال الخصخصة. وقد تقدّم أربعة مشترين مؤهلين بخطط أولية تخطت مرحلة التقييم، ما قد يشير إلى انطلاقة جديدة تنتظر هذا الناقل التاريخي.

 

أبرز بصمات الخطوط الجوية الباكستانية عبر الزمن:

الريادة الآسيوية في إدخال الطائرات النفاثة عام 1960

 

تحطيم الرقم القياسي لأسرع رحلة جوية بين لندن وكراتشي عام 1962

 

أول شركة غير شيوعية تُسيّر رحلات إلى الصين عام 1964

 

دعم تأسيس طيران الإمارات عام 1985

 

تشغيل أطول رحلة مباشرة في العالم عام 2005

 

تقديم الترفيه الجوي مبكرًا في جنوب آسيا

 

تدريب كفاءات الطيران في أكاديميتها المعتمدة

 

أداء إنساني مشهود له في مهام الإجلاء والإغاثة

 

تعزيز الهوية الباكستانية حول العالم من خلال تجربة سفر متكاملة

 

رغم كثافة الغيوم التي خيّمت مؤخرًا على مسارها، لا تزال PIA تحمل إرثًا من المجد، وأملًا في الإقلاع من جديد، نحو مستقبل أكثر توازنًا، وكفاءة، وابتكارًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *