“فنون تحكي قصص”.. معرض يُعيد الحياة لتراث المدينة المنورة في عام الحرف اليدوية

المدينة المنورة 16 يوليو.. في قلب المدينة المنورة، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، يفتح معرض “فنون تحكي قصص” أبوابه ليحاكي ذاكرة التراث السعودي من خلال لغة الحرف اليدوية الأصيلة، ضمن مبادرات “عام الحرف اليدوية 2025” الذي أطلقته وزارة الثقافة ليعيد الاعتبار للهوية المحلية عبر الإبداع.

يتحول المعرض إلى فضاء نابض بالحكايات، حيث تبوح السلال والمباخر والزخارف اليدوية المصنوعة من سعف النخيل بسرّ العلاقة التاريخية بين الإنسان والنخلة في بيئة المدينة، لتكون كل قطعة شاهدة على مهارة الأيادي السعودية وتفاصيل البيئة النجدية والحجازية معًا.

ويضيء المعرض بجماليات مشغولات خشبية وفخارية تجسد التناغم بين التراث والحداثة، عبر صناديق مزخرفة ومزهريات وأدوات منزلية مصقولة بتقنيات دقيقة، تنطق بألوان مستوحاة من تضاريس المدينة وروحها الشعبية العريقة.

من خلال هذه التظاهرة الفنية، تفتح جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة نافذة جديدة لدعم الحرفيين السعوديين، وتمنحهم منصة تفاعلية لعرض أعمالهم أمام جمهور متعطش للفن الأصيل، في خطوة تعكس التزامًا عميقًا بتمكين الصناعات الثقافية كجزء من الهوية الوطنية المستدامة.

ولا يقف دور المعرض عند حدود العرض فقط، بل يتجاوزها ليكون حلقة وصل حقيقية بين الأجيال، تعزز الوعي الثقافي وتحفز الشباب على اكتشاف كنوزهم الحضارية، وذلك ضمن رؤية أوسع لوزارة الثقافة لتجذير الفنون التقليدية في حياة المجتمع.

“فنون تحكي قصص” ليس مجرد معرض، بل مرآة تنعكس فيها روح المملكة، وحكاية تُروى بلغة النقش والحياكة والنحت واللون، في تجربة تلامس الوجدان وتغرس الانتماء.