Blog
انطلاق النسخة الثالثة من ملتقى «أجواء الأشخرة 2025» بجعلان بني بوعلي لتعزيز السياحة والتراث العُماني
الأشخرة – سياحة ومعارض
برعاية معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري، وزير الاقتصاد، انطلقت مساء الأربعاء فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى “أجواء الأشخرة” في نيابة الأشخرة (ولاية جعلان بني بوعلي، محافظة جنوب الشرقية). حضر الافتتاح سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي (محافظ جنوب الشرقية)، وسعادة محمد بن حميد الغابشي (والي جعلان بني بوعلي)، إلى جانب ممثلي الجهات الحكومية والخاصة وعدد من المواطنين والزوار.
بدأ الحفل بعزف السلام السلطاني، تلاها قص شريط الافتتاح، ثم قام راعي المناسبة والوفد المرافق بجولة في أجنحة الملتقى المتنوعة، شملت: أركان المؤسسات الرسمية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومقاهي الأسر المنتجة، والمعارض التوعوية، والمساحات الترفيهية، والساحة التراثية. كما اطّلع الحضور على المبادرات النوعية والبرامج التفاعلية الموجهة لمختلف الفئات.
انتقل الحضور بعد ذلك إلى المسرح المفتوح، حيث عُرض فيلم تعريفي عن أهداف الملتقى، تليه عروض موسيقية لفرقة كشفية محلية. ألقى سعادة محمد الغابشي كلمة اللجنة المنظمة، ثم كرّم معالي الوزير الجهات الداعمة والشركاء الاستراتيجيين، واستلم بدوره هدية تذكارية من محافظ جنوب الشرقية. اختُتم الحفل بزيارة القرية التراثية التي تُبرز الموروث الثقافي العُماني.

رؤية تنموية وتعزيز للسياحة:
يأتي الملتقى في إطار تعزيز مكانة محافظة جنوب الشرقية كوجهة سياحية دائمة، مستفيدةً من مقومات الأشخرة الطبيعية والثقافية الفريدة. ويستمر حتى 9 أغسطس 2025، متضمنًا فعاليات يومية كالأمسيات الشعرية، والعروض التراثية، والمسابقات التفاعلية، والأنشطة العائلية، بهدف تنشيط الاقتصاد المحلي وترسيخ مكانة الأشخرة كوجهة صيفية مميزة.
وبهذه المناسبة أكد محافظ جنوب الشرقية سعادة الدكتور يحيى المعولي أن الملتقى “يمثل نموذجًا لتكامل الجهود التنموية واستثمار المواسم السياحية”، قائلًا: “هذا الملتقى يعكس توجهات المحافظة نحو تطوير نموذج متكامل للسياحة الموسمية المرتبطة بمقومات المكان والمجتمع المحلي. وقيمته تكمن في بناء شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص وتوليد فرص اقتصادية مستدامة. كما يُعد منصة لتحفيز الشباب على الابتكار، حيث نؤمن بأن تنشيط السياحة الداخلية يجب أن يقوم على مبادرات واقعية قائمة على الإبداع والتحسين المستمر”.
وأضاف: “نسعى لتطوير هذا النموذج ليرتبط برؤية عُمان 2040، وندعو الجميع للاستفادة من هذه المنصة للحوار والتخطيط نحو تنمية محلية شاملة”.

المشهد الثقافي في الأشخرة
تُمثّل الأشخرة – الواقعة شرق سلطنة عُمان – لوحة ثقافية حية تدمج التراث بالحداثة. في الملتقى، لا يُعرض الموروث على الرفوف، بل يُحيى عبر الحرف اليدوية، والمأكولات التقليدية، والأزياء، والعروض الشعبية التي تجسد البيئة البحرية والصحراوية. هنا يصبح الزائر جزءًا من رحلة زمنية، حيث الأسواق العامرة بمنتجات الأسر المحلية، والمقاهي التي تحيي النكهات العُمانية الأصيلة.
يُقدّم “أجواء الأشخرة” نموذجًا لـ”سياحة المجتمعات” التي يُشارك فيها السكان كرُواة ومنتجين ومضيفين. وكل من يزور المكان يغادر محملًا بتجربة تخلط البساطة بالجمال، ليدرك أن السياحة في عُمان ليست استجمامًا فحسب، بل قصة وطن تُكتب بمشاركة الجميع.